قرية المدام في الشارقة: رحلة إلى الماضي في قرية مهجورة

قرية المدام في الشارقة تُعد واحدة من الوجهات الغامضة والمثيرة لعشاق الاستكشاف، حيث تأخذك هذه القرية المهجورة في رحلة فريدة إلى الماضي وسط أجواء من الصمت والغموض، تقع القرية على أطراف الصحراء وتُعرف بمنازلها الطينية المتآكلة التي تُحاصرها الكثبان الرملية من كل جانب، لتروي بصمتها حكاية حياة كانت نابضة في يوم من الأيام، وتُعد زيارة قرية المدام فرصة مثالية لهواة التصوير ومحبي استكشاف الأماكن الأثرية، حيث تمتزج الطبيعة القاسية بملامح التراث الإماراتي في مشهد يثير الدهشة والتأمل.
نبذة عن قرية المدام في الشارقة
تقع قرية المدام المهجورة في قلب صحراء إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، بالقرب من الحدود العُمانية، تحديدًا على مشارف منطقة المدام التابعة للإمارة، وتُعرف القرية باسم "المدام القديمة"، وهي واحدة من أكثر الأماكن غموضًا في البلاد، حيث تشهد اليوم اهتمامًا متزايدًا من السياح والمستكشفين ومحبي الأماكن التاريخية الغامضة.
بنيت القرية في سبعينات القرن الماضي كمشروع سكني متكامل يضم 12 منزلًا ومسجدًا، وسكنتها قبيلة الكتبي مدة عقدٍ من الزمن، ولكن مع مرور الوقت تحولت هذه القرية إلى موقع مهجور تغمره الرمال، محتفظًا بجماله الكئيب وسحره الفريد الذي يجمع بين الماضي الغابر والصحراء الصامتة.
اقرأ:أهم الأسباب لزيارة عجمان في رحلة سياحية.
لماذا هُجرت القرية؟
لا تزال الأسباب الحقيقية وراء هجران قرية المدام غير مؤكدة تمامًا، ما يضفي على المكان طابعًا أسطوريًا ويزيد من فضول الزائرين، في هذا السياق تشير بعض الروايات إلى أن القرية عانت من مشاكل في البنية التحتية، خاصة في نظام المياه والكهرباء، مما أدى إلى صعوبة الاستقرار فيها على المدى الطويل، بينما تقول روايات أخرى إن الرمال المتحركة زحفت إلى داخل البيوت بشكل متكرر، ما جعل الحياة اليومية فيها شبه مستحيلة.
إلى جانب ذلك، تكثر الشائعات والأساطير حول وجود قوى خارقة أو ظواهر غريبة حدثت في القرية، دفعت السكان إلى مغادرتها بشكل مفاجئ، ورغم عدم وجود دلائل علمية على هذه الادعاءات فإنها تظل جزءًا من رواية المكان، وتضيف إليه هالة من الغموض تجذب عشاق الإثارة والاستكشاف.
قد يهمك: أهم المعالم السياحية في أم القيوين.
مظاهر القرية اليوم
عند دخولك قرية المدام اليوم تشعر وكأنك دخلت إلى مشهد سينمائي متجمد في الزمن، فمعظم البيوت لا تزال قائمة رغم أنها مغطاة بالرمال التي تسللت إلى غرفها وممراتها، وكأن الصحراء قررت أن تستعيد المكان تدريجيًا.
أثاث بعض المنازل لا يزال موجودًا، وتظهر الكتب والملابس والأدوات المنزلية في أماكنها، ما يثير تساؤلات عن سرعة الرحيل وملابساته الغامضة، بالإضافة إلى ذلك فإن المسجد ما زال واقفًا، والمدرسة تظهر ملامحها رغم تقادم الزمن، وتُضفي ألوان الجدران الباهتة والنوافذ المفتوحة على مصراعيها جوًا من الرهبة والدهشة، فكل ركن في القرية يحمل قصة غير مكتملة، ويعكس صورة فنية ساحرة تمزج بين الخراب والجمال، وبين الحياة الماضية والسكون الحالي.
قرية المدام: وجهة سياحية غير تقليدية
تحولت قرية المدام في السنوات الأخيرة إلى وجهة سياحية غير تقليدية، تستقطب الزوار من داخل الإمارات وخارجها، لا سيما عشاق المغامرات ومحبي التصوير الفوتوغرافي، فالمكان يُعتبر مثالًا حيًا على الجمال في الغموض، والهدوء في الخراب، ويتيح فرصة نادرة لاكتشاف جانب مختلف من السياحة في الإمارات.
كثير من السياح يقصدون القرية عند شروق الشمس أو قبيل الغروب، للاستمتاع بالإضاءة الطبيعية التي تضيف على المكان بعدًا فنيًا مذهلًا، كما ينظم بعض هواة الاستكشاف جولات مشي وتأمل داخل البيوت المهجورة، بحثًا عن تفاصيل صغيرة تحمل بقايا من الحياة السابقة، وعلى الرغم من أن المكان لا يحتوي على خدمات سياحية تقليدية فإن بساطته وصمته يشكلان جاذبية فريدة من نوعها.
الرسائل الثقافية والسياحية من زيارة قرية المدام
لا تقتصر زيارة قرية المدام على الاستمتاع بجمالها بصفتها معلماً سياحياً فريداُ من نوعه، بل تحمل في طياتها رسائل ثقافية وإنسانية متعددة تستحق التأمل، حيث تُعد هذه القرية المهجورة مرآة تعكس مفاهيم عميقة عن الزمن والتغير والطبيعة والعمران:
- تأمل في العمران البشري: تتيح قرية المدام للزائرين فرصة نادرة للتأمل في طبيعة العمران البشري، وكيف يمكن للمكان أن يُهجر ويُنسى رغم الجهد والتخطيط الذي بُذل فيه، فهذا المكان مثال حي على هشاشة الوجود الإنساني أمام عوامل الزمان والمكان.
- قوة الطبيعة في استعادة السيطرة: تُظهر الرمال الزاحفة إلى داخل المنازل قدرة الطبيعة على استعادة السيطرة حتى على أحدث المنشآت، في مشهد يبعث على التأمل والاحترام لقوة الأرض وسُلطتها الدائمة.
- أهمية الحفاظ على التراث: تُعد القرية نموذجًا مهمًا لكيفية تحويل الأماكن المهجورة إلى معالم سياحية وثقافية في الإمارات تعزز الوعي بتاريخ المجتمعات وتُبقي ذكرياتها حية للأجيال القادمة.
- مصدر إلهام فني وأدبي: تفتح قرية المدام المجال أمام الفنانين والكتاب لاستلهام أعمال مستوحاة من أجوائها الغامضة، بما تحمله من عناصر سردية قوية ومشاعر مختلطة بين الدهشة والحزن والفضول.
- رسالة عن الزمن والتغير: يحمل المكان رسالة صامتة عن كيفية تغير كل شيء مع الزمن، مهما بدا ثابتًا، وهي دعوة مفتوحة للتأمل في مسار الحياة واستمرارية التغير في كل ما حولنا.
اكتشف أجمل أماكن السياحة في الإمارات مع سفرك السياحية
تُعد الإمارات العربية المتحدة وجهة سياحية متكاملة تجمع بين الحداثة والتاريخ، وبين ناطحات السحاب في دبي وأبو ظبي، والمواقع الأثرية والطبيعية الساحرة في الشارقة ورأس الخيمة والفجيرة، وإن كانت قرية المدام تمثل جانبًا غامضًا وجميلاً من هذه التجربة فإن شركتنا سفرك السياحية توفر لك برامج سياحية لاكتشاف المزيد من المعالم الفريدة في الإمارات.
نحن في سفرك السياحية نؤمن بأن كل رحلة تحمل قصة، وكل مكان يحمل ذاكرة، وسنكون دليلك لاكتشاف أجمل أسرار الإمارات، من القرية المهجورة في المدام، إلى أكثر المواقع نبضًا بالحياة في دبي والعين وغيرها، دعنا نصحبك في مغامرة سياحية أصيلة تجمع بين الراحة والتشويق والتعرف على عمق الثقافة الإماراتية.
خدمات سياحية مميزة
نقدم لكم أفضل الخدمات السياحية بأعلى معايير الجودة والرفاهية مع متابعة على مدار 24 ساعة
حجوزات طيران
برامج سياحية
فنادق ومنتجعات
حجز سيارة
رحلات جماعية
خدمات رجال الأعمال
اشترك في قائمتنا البريدية
احصل على آخر التحديثات من سفرك