كل ما تريد أن تعرف عن السياحة الحلال في تركيا
شهدت السياحة الحلال في تركيا ازدهاراً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، وذلك نظراً لتوفيرها أعلى المعايير العالمية بأسعار مناسبة لقضاء العطلات في بيئة ملائمة
تشهد السياحة الحلال في تركيا نموّاً ملحوظاً، حيث يتألّق فندق ومي ديلوكس في أنطاليا بسلالم حلزونيّة ومصاعد زجاجيّة وثريّات ضخمة، أمّا مكتب الاستقبال الفخم فهو عبارة عن فناء مركزيّ يضمّ مقاعد ومحلّات تجاريّة ونوافير مائيّة.
السياحة الحلال في تركيا: مواصفات عالية
تعدّ مثل هذه الفنادق نموذجاً عن النسخة الجديدة للفنادق الشاطئيّة التي لاقت رواجاً تحت اسم السياحة الحلال في تركيا.
وقد باتت السياحة الحلال بمثابة التزام بالنسبة لقطاع السياحة في بلدان على غرار تركيا التي يتدفّق إليها عدد كبير من السياح المسلمين.
يقدّم مطعم الفندق أفضل أنواع الطعام الحلال، فضلاً عن الحلويات والسلطات.
ويتضمّن فندق ومي ديلوكس كذلك مسابح منفصلة، كما تمّ تجهيزه بمصلى وشواطئ مغطّاة للنساء.
وفي هذا المكان، يُستبعد الكحول من الأنشطة الترفيهيّة، حيث يعدّ أكثر من نصف النزلاء من المسلمين الأوروبيّين القادمين من فرنسا، وبلجيكا، وألمانيا، وهولندا، مع العلم أنّ من بينهم مهاجرين مسلمين من الجيل الأول.
يمتدّ فندق ومي ديلوكس على مساحة 120 ألف كيلومتر مربّع على شواطئ أنطاليا التركية. وفي هذا السياق، قال مدير الفندق الفخم يوسف جيرتشيكر إنّه من بين حوالي 800 زبون مقيم حالياً في الفندق، جاء حوالي 550 سائحاً من البلدان الأوروبية.
وخلال السنة الماضية، كانت نسبة حجوزات هذه الفئة في الفندق في حدود 30% أما خلال هذه السنة، فتبلغ هذه النسبة حوالي 60%.
السياحة الحلال في تركيا: لقد سئمنا من العيون التي تتبع حركاتنا
أفادت إحدى النازلات في الفندق بقصد السياحة الحلال في تركيا قائلة: نرغب في السفر إلى بلد مسلم، لأنّ الأمر مهم للغاية بالنسبة لنا، نعلم أنّ هذا النوع من الفنادق سيحترم ثقافتنا كما سنتمكّن من السباحة والاستمتاع برفقة أبنائنا دون تعصّب أو تحيّز… ودون أن تتبعنا نظرات الآخرين.
قدمت فريدة إحدى النزيلات لهذا المكان للمرّة الأولى لقضاء عطلة في "بيئة حلال".
وتعتبر هذه المرأة أن تجربتها مُرضية للغاية، خاصّة من ناحية التكاليف، حيث قدّرت كلفة إقامتها لمدة تسعة أيّام برفقة زوجها وابنيها بحوالي 750 يورو فقط! وهو أمر استثنائيّ نظراً لوجود تخفيضات.
بعد أن سئم هؤلاء المواطنون الأوروبيّون من تصنيفهم على اعتبارهم أقليّة في بلادهم، اتّجهوا لتركيا التي تشكّل بالنسبة إليهم بيئة إسلاميّة لقضاء عطلتهم.
وأضافت فريدة: في السنة الماضية منعونا في فرنسا من ارتداء ثوب البوركيني المحتشم لذلك لا يمكننا الذهاب إلى الشاطئ بعد أن فُرضت علينا أزياء سباحة معيّنة لقضاء وقت ممتع.
من جهتها أشارت طيبة وهي سيدة إنجليزية إلى أنّها لا تشعر بالارتياح في المملكة المتحدة، لأنّ كل العالم ينظر لها نظرة معيّنة لمجرد أنّها ترتدي حجاباً، وأضافت طيبة أنّها في المقابل تشعر هنا في تركيا (ذات الأغلبية المسلمة) أنّ جميع الأشخاص أكثر تفهّماً.
بالنسبة لطيبة، يُعدّ مفهوم الشاطئ الخاصّ من علامات الرقي، كما يُضفي على المكان طابعاً مميّزاً تتّسم به فنادق الخمس نجوم فقط.
حيث ترتدي النساء ملابس سباحة محتشمة، كما يُمنع التدخين واستهلاك الكحول، ما يجعل المكان هادئاً يبعث على الشعور بالاسترخاء.
أمّا محمد حياة القادم من كروسبي في المملكة المتحدة برفقة 15 فرداً من عائلته أنّه راهن على هذه الوجهة السياحيّة ففي هذا المكان لا داعي للقلق من أيّ شيء، حيث تحظى النساء ببعض الخصوصيّة.
طفرة السياحة الحلال في تركيا
إذا أردنا أن ندرس الجدوى الاقتصادية من السياحة الحلال في تركيا ففي الوقت الراهن يقدّر عدد المسلمين بحوالي 1.8 مليار شخص في العالم مسجّلين نموّاً متزايداً.
وتشير بعض التقديرات إلى أنّه بحلول سنة 2060، سيزداد عدد المسلمين في العالم بنسبة 70%، ليصبحوا ربع سكّان العالم.
في ظلّ هذا الوضع، ارتأت وكالات الأسفار الأوروبيّة فرصة تقديم خدمات خاصّة لهذه الفئة من السيّاح، وتبعاً لذلك فقد دخلت هذه الوكالات في سباق تخفيضات في مجال السياحة الحلال.
من جانبه، أشار محمد وهو صاحب وكالة أسفار في باريس، إلى أنّ سبب هذه التخفيضات والاهتمام بالسياحة الحلال هو تواتر الطلب على مثل هذا النوع من السياحة.
وأضاف محمد أنّه في سنة 2017 اتّجه حوالي 10% من زبائن وكالة الأسفار إلى وجهات حلال، وخلال العام الحالي من المتوقّع أن تكون هذه النسبة بين 30 إلى 40%.
أمّا "أوفوق سيتشكن" مدير التسويق للمنصّة رقم واحد في هذا القطاع وهي حلال بوكينغ (HalalBooking.com) فقد أوضح بأنّ خيار السياحة الحلال تزامن مع ظهور طبقة اجتماعيّة جديدة من المسلمين
وهي عبارة عن جيل جديد ذو وعي تامّ بخيار الخدمات الحلال. ويواكب هذا الجيل الحداثة حيث يقوم بالحجوزات على الإنترنت، كما يبحث في مختلف المنصّات عن وجهات يقضي فيها عطلته.
في هذا الصدد، أكّد سيتشكن أنّه خلال السنة الماضية استخدم منصة حلال بوكينغ حوالي 35 ألف مستخدم.
ومن المتوقّع أن يتضاعف هذا الرقم خلال هذه السنة، ومن الوارد أن يتضاعف هذا الرقم سنويّاً على مدار السنوات الخمس القادمة.
من جهتها، أضافت آسيا جباري مديرة وكالة الأسفار أطلس مينارا في مدريد: لقد سافرت إلى تركيا لأنّني أرغب برؤية هذا النموذج الجديد الذي يلاقي رواجاً كبيراً والذي يسجّل تنامياً متزايداً ألا وهو السياحة الحلال.
ووفقاً لدراسة أشرفت عليها مؤسّسة تومسون رويترز، أنفق المسافرون المسلمون خلال سنة 2015 حوالي 151 مليار دولار،
كان 24 مليار منها من نصيب وجهات السياحة الحلال. وفي الإجمال، تعد هذه الأعمال التجارية ذات أرباح مثيرة، نجحت تركيا في استغلالها بشكل جيد.
تحرير: سفرك السياحية©
هل أعجبك موضوعنا؟ يمكنك مشاركته مع أصدقائك الآن!
خدمات سياحية مميزة
نقدم لكم أفضل الخدمات السياحية بأعلى معايير الجودة والرفاهية مع متابعة على مدار 24 ساعة
حجوزات طيران
برامج سياحية
فنادق ومنتجعات
حجز سيارة
رحلات جماعية
خدمات رجال الأعمال
اشترك في قائمتنا البريدية
احصل على آخر التحديثات من سفرك